البعد الاستراتيجي لمساحة الدولة الليبية وتأثيره على النزاع السياسي فيها

الملخص

تمثل المساحة الإطار الجغرافي للكيان السياسي للدولة، وتنفرد المساحة الكبيرة عن المساحة الاصغر، بأن لها القدرة على استيعاب الاعداد المتزايدة للسكان، وزيادة نمو النشاط الاقتصادي، والتنوع في المشاريع التنموية، وزيادة القوة الدفاعية، ولكن في بعض الاحيان قد يكون المساحة الكبيرة نقطة ضعف بالنسبة للدولة، ويتمثل هذا الضعف في قلة السكان وتوزيعهم الغير منتظم ضمن أقاليم الدولة، وهذا يؤثر على الاستقرار السياسي في حالة نشوب نزاع أو صراع سياسي داخل الدولة.

وهذا ما ينطبق على الدولة الليبية، إذ تتميز ليبيا بمساحة جغرافية مترامية الاطراف، مع قلة اعداد السكان، وتتركز هذه القلة في مناطق محددة (المنطقة الشرقية، والمنطقة الغربية) من الاراضي الليبية، واللتان تمثلان نقطي النزاع الدائر منذ 2014م، و زاد من تفاقم النزاع أن مركز ادارة النزاع لكل طرف، يقعان في أقصى أطراف الدولة من الشرق والغرب من المنطقة الشمالية وتفصل بينهما مساحة جغرافية كبيرة وقليلة السكان مما ساعد على نشوء حكومتين منفصلتين الامر الذي ساعد في استمرار النزاع في الدولة الليبية.