الهيرومنيوطيقا الفلسفية والدراسة الدينية في الأدب: الحرية والإيمان والسلطة في الفردوس المفقود عند مليتون
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
يقدم هذا البحث نموذج هرمنيوطيقي خاص بجون ميلتون يعتمد على قراءة (الفردوس المفقود) من خلال رؤية الهرمنيوطيقا الفلسفية لهانس جورج جادامر. فبدلًا من التعامل مع نص ملحمة ميلتون كنظام مغلق من العقائد الدينية، هذا البحث يقدمها كحوار متداخل تتفاعل فيه الحرية والإيمان والسلطة باستمرار داخل أبيات القصيدة. إن مفهوم جادامر عن الدائرة الهرمنيوطيقية يوضح كيف ينشأ المعنى عبر الحركة بين الجزء والكل، وبين الماضي والحاضر. وتكشف القراءة الدقيقة كيف أن مفاخرة الشيطان (I.254) إذا ما وضعت بجانب رثاء آدم (X.720)، نجد أنها تجسد المعنى المأساوي السلبي للحرية والمسؤولية. وبالمثل، فإن محاججة حواء مع الشيطان تجسد الإيمان بوصفه تفاوضًا لا طاعة سلبية، مستحضرة السؤال القديم: "أحقًا قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة؟" (تكوين 3:1). هذه التفاعلات النصية تؤكد رؤية جادامر بأن الفهم لا يولد من اليقين، بل من اندماج الأفق. ومن خلال وضع (الفردوس المفقود) في السياق الديني والسياسي للقرن السابع عشر، ودمج النقاشات الفلسفية المعاصرة حول الاستقلالية والتعددية والسلطة، يظهر البحث أن (الفردوس المفقود) ليس نصًا جامدًا ولا ملحمة كلاسيكية، بل حوار حي للنصوص والثقافات تكمن قوته في انفتاحه على إعادة التفسير. النموذج الهرمنيوطيقي المقترح يدمج بين النقد والتقليد، وبين التعددية والمسؤولية، ويؤكد على أن ملحمة (الفردوس المفقود) ما زالت تحفز التأمل الفلسفي حول الحرية والإيمان والفهم الإنساني.