التحولات الوظيفية في المناطق الحضرية: أثر تغيير الاستعمالات السكنية إلى تجارية. حالة دراسية شارع 20، الخمس، ليبيا
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
يعد موضوع تغيير الاستعمال السكني إلى تجاري من المواضيع التي يجب أن تأخذ جانبا كبيراً من اهتمام الدولة لانتشارها الواسع في أغلب المدن الليبية فهي تشكل هدراً في الموارد المالية والبشرية، إذ يكون للخصائص السكنية تأثيراً واضحاً على الواقع الاجتماعي في المجتمع. يسعى هذا البحث إلى دراسة تداعيات تحويل المباني السكنية إلى منشآت تجارية، والتحديات الاجتماعية والتخطيطية المصاحبة لهذا التحول الوظيفي، الذي غالبًا يُنفذ وفقًا لمعايير لا تتوافق مع معايير الشوارع التجارية التي توفر احتياجات كل من الزوار والسكان، وتوفر الخصوصية والأمن. تناول البحث دراسة أهم المناطق الرئيسة بمدينة الخمس وتحديدا الشارع الرئيسي فيها وهو شارع رئيسي مزدوج تحاط به مباني سكنية بكثافات سكانية متوسطة ومراحل تغيير الوظيفة فيه إلى استعمال تجاري موضحا أسباب هذا التغير وتأثيره على السكان ومستعملي الشارع غير القاطنين فيه. وخلص البحث إلى أن تحويل الاستخدام السكني إلى تجاري قد أثر سلبًا على الروابط الاجتماعية وخصوصية السكان، رغم تحقيقه فوائد اقتصادية للمالكين، وساهم تغيير تصاميم المباني بغرض الاستفادة التجارية على التهوية والإضاءة فيها، وكان للازدحام المروري تأثيراً واضحاً على الخصوصية والمساحة الشخصية فيها، الأمر الذي يستدعى التدخل من هيئة التخطيط العمراني بإعادة النظر في تخطيط مثل هذه المناطق وتفعيل القوانين المعمارية وتطويرها بما يتناسب مع الفائدة الاقتصادية لمثل هذه المشروعات. وبناءً على هذه النتائج يوصي البحث بتبني نهج متوازن واستراتيجي لتطوير هذه الشوارع، مع وضع ضوابط تخطيطية وتصميمية مُفصلة لكل منطقة ونوع الاستعمال فيها، والارتقاء بالشوارع التجارية القائمة وإنشاء مسارات بديلة، ومعالجة الازدحام المروري وتحسين أرصفة المشاة، بالإضافة إلى إجراء دراسات اجتماعية لتقييم تأثير التحول التجاري على الروابط الاجتماعية وشعور الانتماء لدى السكان وتوعية المجتمع بأهمية التخطيط الحضري لضمان بيئة عمرانية مناسبة.