فلسفة الحوار الإلهي في النص الديني المقدس
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
يهدف هذا البحث إلى تحليل الحوار الإلهي في القرآن الكريم، وتحديدًا ذاك الذي دار بين الله تعالى وخلقِه (الملائكة، آدم، إبليس)، للكشف عن أبعاده الفلسفية والدينية، وإبراز العلاقة بين المعرفة الإلهية والإرادة الحرة للإنسان، وتبيان الحكمة من خلق الإنسان وتكريمه. وقد اعتمد البحث على المنهج الوصفي التحليلي، مع الاستعانة بالمنهج المقارن عند تناول بعض النصوص في الكتاب المقدس، بهدف توسيع الفهم الفلسفي والديني لهذا النوع من الحوار.
توصّل البحث إلى أن الله بدأ الحوار بإخباره الملائكة بعزمه خلق آدم واستخلافه في الأرض، فجاء رد الملائكة بصيغة استفهامية تستوضح الغاية من خلق من قد يفسد ويسفك الدماء، ليكون الجواب الإلهي الحاسم: ﴿إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ (البقرة، 30). ويُظهر هذا الحوار قمة الأدب من جانب الملائكة، والخضوع الكامل لإرادة الله، رغم رمزية مشاركتهم في الحوار.
ثم ينتقل البحث إلى حوار إبليس، الذي تمرد على أمر السجود لآدم بدافع الغرور والحسد، فطُرد من رحمة الله، وأُمهل لإغواء بني آدم. أما الحوار مع آدم، فيُبرز تعليم الله له الأسماء، ووقوعه في المعصية نتيجة وسوسة إبليس، ثم توبته وقبول الله لها، مما يبيّن الفرق بين خطأ ناتج عن ضعف بشري، وتمرد ناتج عن كبرياء.
ويخلص البحث إلى أن الحوار الإلهي يُظهر تمايز المقامات بين البشر، الملائكة، وإبليس، وفقًا لطبيعة الموقف من الأمر الإلهي، والمعرفة، والطاعة.