دور وسائل الإعلام في تعزيز المصالحة الوطنية في ليبيا بعد 2011م.
الكلمات المفتاحية:
الاعلام - وسائل الاعلام - المصالحة الوطنيةالملخص
يعتبر الإعلام أحد الأدوات الأساسية في عملية المصالحة الوطنية، خاصة في الدول التي شهدت صراعات مسلحة وانقسامات اجتماعية، تم دراسة دور الإعلام في تعزيز المصالحة الوطنية في ليبيا بعد سنوات من النزاع، تتمحور إشكالية هذه الدراسة في الإجابة على التساؤل الرئيسي التالي : ما هو دور وواقع وسائل الاعلام في تعزيز ودعم المصالحة الوطنية في ليبيا ؟
كما بُنيت هذه الدراسة على فرضية رئيسية مفادها (على الرغم من الدور الذي يمكن أن تقدمه وسائل الإعلام في المصالحة الوطنية وترسيخ ثقافة المصالحة والتسامح ، إلا أنه توجد بعص الصعوبات والتحديات تمنع الوصول إلى ترضية شاملة لجميع الأطراف ، وللإجابة على تساؤلات الدراسة وتحقيق أهدافها، اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي: من خلال وصف الحالة الليبية وتردي الوضع السياسي والأمني وأثره على السياسات الإعلامية التي تسعى إلى تعزيز المصالحة، كما تعتمد الدراسة على هذا المنهج لتحليل الأسباب الحقيقة وراء هذه الأوضاع، من خلال جمع الحقائق والبيانات وتصنيفها وتحليلها تحليلاً كافياً ودقيقاً لجمع الأدلة والمعلومات لاستخلاص النتائج. للظاهرة أو الموضوع محل الدراسة.
حيث أظهرت النتائج أن الإعلام يمكن أن يكون أداة فاعلة في نشر ثقافة السلام والتسامح من خلال تغطيته المتوازنة للأحداث، واستضافة برامج حوارية تعكس آراء وتطلعات مختلف الأطراف السياسية والاجتماعية. كما تبين أن الإعلام له دور كبير في تحفيز جهود المصالحة، من خلال تسليط الضوء على القضايا الإنسانية ونجاحات المصالحة المحلية.
ومع ذلك، يواجه الإعلام الليبي تحديات عدة، أبرزها ضعف الاستقلالية، وانتشار الأخبار المغلوطة، وتأثيرات القوى السياسية على وسائل الإعلام، مما يعوق قدرته على أداء دوره بشكل فعال. كما أن هناك نقصًا في التدريب المهني للصحفيين في قضايا المصالحة الوطنية .
من خلال هذه الدراسة، تم التوصل إلى مجموعة من التوصيات، أهمها ضرورة تعزيز استقلالية وسائل الإعلام، وتطوير القوانين التي تنظم عمل الإعلام بشكل يحمي حريته ويضمن نزاهته، بالإضافة إلى توفير برامج تدريبية للصحفيين في كيفية معالجة قضايا المصالحة وتفادي التحريض أو نشر خطاب الكراهية ،كما يتطلب الوضع دعم الإعلام المحلي والمجتمعي ليكون له دور أكبر في تعزيز ثقافة المصالحة بين المواطنين
