دور المحاسبة الشخصية في تحقيق المسؤولية الاجتماعية من وجهة نظر إسلامية في البيئة الليبية

الملخص

هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على دور المحاسبة الشخصية في تحقيق المسؤولية الاجتماعية من وجهة نظر إسلامية في البيئة الليبية على مستوى أفراد المجتمع، المُكلفين شرعًا وقانونًا وضعيًا لأداء واجباتهم المنوطة بهم كلُ فيما يخصه زمانًا ومكانًا.

     ولتحقيق أهداف الدراسة اعتمد الباحثان أسلوب المُلاحظة والمقابلة الشخصية كأداة رئيسة لجمع البيانات، حيث تم استطلاع رأي عينة عشوائية تضمنت بعض القطاعات التي تُقدم خدمات عامة للمواطن الليبي.

     وقد توصلت الدراسة إلى عدة نتائج أهمها: أن هناك إهمال وتسيب وشلل شبه تام في أغلب القطاعات التي تُقدم الخدمات العامة للمواطن الليبي، وإنعدام وجود رقابة محاسبية وإدارية على هذه القطاعات (محاسبة المعاملات)، وغياب المحاسبة الشخصية (محاسبة النفس) ،الأمر الذي أدى إلى غياب المسؤولية الاجتماعية ودورها في بناء المجتمع والنهوض به على أُسس علمية، كما توصلت إلى غياب الشخصية الطبيعية للموظف (المواطن) والمتمثلة في القانون الشرعي كتاب الله وسنة رسوله ـ صل الله عليه وسلم ـ التي تحكم وتُحاسب من خلاله المحاسبة الشخصية محاسبة الإنسان (المواطن) لنفسه عن الأعمال التي يقوم بها لتحديد مدى مسؤوليته أمام الله في الدنيا في دورة حياته.

     وعليه أوصت الدراسة بتفعيل الأنظمة المحاسبية داخل الوحدات الاقتصادية تفعيلاً علميًا بما يتفق مع قواعد ومعايير المحاسبة المُعترف بها دوليًا (محاسبة المعاملات بأنواعها)، وتفعيل دور المحاسبة الشخصية (محاسبة النفس) من خلال توعية أفراد المجتمع توعية فعلية تُحرك وجدان كلٍ منهم من خلال منظومة تعليمية ومناهج علمية في جميع المراحل التعليمية مستمدة من كتاب الله وسنة رسوله ـ صل الله عليه وسلم ـ ، وإبراز دور المحاسبة الشخصية كقاعدة علمية أساسية يتأسس عليها علم المحاسبة عمومًا، وذلك من خلال إجراء البحوث وعقد المؤتمرات والندوات الدورية، كما أوصت بإعداد المناهج العلمية الخاصة بالمحاسبة الشخصية، حتى تصل إلى مادة علمية تُعتمد وتُدرس في أقسام المحاسبة بالكليات بالدولة الليبية خاصة، والعالم الإسلامي، والإنسانية عمومًا.